خيّب سوق العمل آمال الدولار الأمريكي بالأمس، حيث انخفض بشكل حاد مقابل اليورو والجنيه الإسترليني.
كما أظهرت البيانات، ارتفع معدل البطالة في الولايات المتحدة مرة أخرى في سبتمبر إلى 4.4%، مما أضعف الدولار الأمريكي بشكل كبير. ارتفاع البطالة ليس مجرد إحصائية؛ بل يعكس الصعوبات الحقيقية التي تواجهها ملايين الأسر الأمريكية. عمليات التسريح، تخفيض الرواتب، وفقدان التأمين الصحي كلها تمارس ضغطًا هائلًا على الإنفاق الاستهلاكي، وبالتالي على النمو الاقتصادي.
الآن، يواجه البنك المركزي معضلة صعبة: دعم الاقتصاد الضعيف عن طريق خفض أسعار الفائدة أو السيطرة على التضخم من خلال الحفاظ على الأسعار الحالية. خفض أسعار الفائدة سيجعل القروض بلا شك أكثر سهولة، مما يحفز الاستثمارات والإنفاق الاستهلاكي. ومع ذلك، قد يؤدي ذلك أيضًا إلى مزيد من ضعف الدولار وربما ارتفاع في التضخم.
في النصف الأول من اليوم، من المتوقع صدور بيانات مؤشر مديري المشتريات الصناعي لمنطقة اليورو، ومؤشر مديري المشتريات للخدمات، ومؤشر مديري المشتريات المركب. بعد ذلك بوقت قصير، ستلقي رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد خطابًا. هذه الأحداث ستكون بلا شك حاسمة في تحديد ديناميكيات اليورو على المدى القصير. مؤشر مديري المشتريات، أو PMI، هو مؤشر رائد لصحة الاقتصاد في المنطقة. تعكس قيمه شعور اللاعبين الرئيسيين في الاقتصاد - مديري المشتريات - وتوفر معلومات قيمة حول الحالة الحالية للأمور في قطاعات التصنيع والخدمات. انخفاض المؤشر إلى ما دون 50 يشير إلى انكماش في النشاط التجاري، بينما تجاوز هذا المستوى يشير إلى نمو. من ناحية أخرى، سيوفر خطاب لاغارد فرصة فريدة للحصول على تعليقات مباشرة من رئيسة البنك المركزي الأوروبي حول الوضع الاقتصادي الحالي وخطط البنك المستقبلية. ومع ذلك، بالنظر إلى أن البنك المركزي لا ينوي تغيير سياسته النقدية في المستقبل القريب، فمن غير المرجح أن تؤثر تصريحات لاغارد بشكل كبير على معنويات السوق.
أما بالنسبة للجنيه الإسترليني، فمن المتوقع أيضًا صدور عدة تقارير مهمة في النصف الأول من اليوم. ينتظر السوق بفارغ الصبر بيانات مبيعات التجزئة، التي تعتبر إشارة أولية للطلب الاستهلاكي. هذا ذو صلة خاصة في سياق التضخم الحالي والمخاوف بشأن تباطؤ اقتصادي محتمل. ستوفر مؤشرات مديري المشتريات، بدورها، صورة أوسع عن حالة الأمور في قطاعات التصنيع والخدمات. سيكون مؤشر مديري المشتريات المركب، الذي يجمع البيانات من هذين القطاعين، مؤشرًا رئيسيًا على الصحة الاقتصادية العامة للمملكة المتحدة.
إذا كانت البيانات تتماشى مع توقعات الاقتصاديين، فمن الأفضل التصرف بناءً على استراتيجية Mean Reversion. إذا كانت البيانات أعلى أو أقل بكثير من توقعات الاقتصاديين، فمن الأفضل استخدام استراتيجية Momentum.